إذا كان كذلك فلابد من السؤال ...؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين

سيدنا محمد وعلي اهله واصحابه اجمعين

وبعد



احباءئي في الله

نحن نعيش في عصر الصراعات

عصر تكون او لا تكون

وفي سبيل تحقيق هذه الغاية يصارع البشر بعضهم البعض وبكل قوة

حتي اصبحنا نعيش في دنيا الصراعات

مع ان الناس يعلمون جيدا انها غير باقية ومع هذا يشتد الصراع يوم عن الاخر

وانتشر الشر و الفساد والانحلال والضياع والكفر

ولا نعرف

لماذا نحن غيرناطبيعة الكون التي خلقنا الله عليها ؟ ومن اجل ماذا ؟

والسؤال

هل خلق الله الكون بهذه الصورة التي نراها نحن الان ؟

وان كان هناك تغيير قد طرأ علي الكون

من المتسبب فيه اذا ؟

وفي صالح من هذا التغيير ؟



احبائي في الله

عندما يخلقنا الله سبحانه وتعالي في سلام والهمنا هذه النعمة لنعيش بها سويا ونحافظ علي الكون بها

وفجأة

يتم يتغيير هذه النعمة الي نقمة تجلب لنا الدمار والخراب

اذا فلابد من السؤال

عندما يخلقنا الله وخلق فينا نعمة الحب التي الهمنا اياها لكي نعيش كلنا في سلام ءامن وينتشر بيننا روح المحبة والاخاء

وفجاة

تتغير هذه النعمة لتنتشر بيننا الكراهية والعداء وتحدث الفرقة بيننا جميعا

اذا فلابد من السؤال

عندما يخلقك الله وجعل لك هدف وغاية تصل اليها وخيرك بين اكثر من وسيلة وتختار اسوأ الطرق

اذا فلابد من السؤال

عندما تعيش هذ الدنيا دون اي هدف تحققه

اذا فلابد من السؤال

عندما لا تعرف لماذا تعيش في هذه الدنيا

اذا فلابد من السؤال



من تكون انت ؟

من انت ايها الكائن البشري ؟

ولماذا انت تحيا حياتك هذه ؟

خلقنا الله تعالي في اجمل واحسن صورة وجعل فينا نعمة الحب وطيب القلب والخلق

وسخر لنا كل ما نريد من متاع الدنيا في اطار ما حلله الله لنا

ثم بعد خلقنا وجدنا انفسنا في مهمة الصراع من اجل البقاء

نعم اخواني

هذا هو عنوان هذه الحياة لدي الكثير من الناس

الصراع من اجل البقاء

ولو اني اعلم ان هذه الدنيا دار بقاء لكنت من اقوي مصارعيها ولابتغيت كل السبل المشروعة والغير مشروعة من اجل البقاء

ولكن

حكمة الله في ارضه انها ليست دار بقاء فهي مجرد معبر

معبر لدار البقاء

دار الجنة ودار النار

في اي الدارين سنبقي خالدين فيها للابد

ونحن الان نعبر

هل يدرك القليل منا اننا في مرحلة العبور ؟

واذا ادرك القليل

فلماذا اري الناس يبتغون الوسائل للعبور لدار الجحيم ؟

الا تعجبهم جنات الخلد ؟

عجبا لك ايها الانسان

وكأنك ستجد في النار مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر

اقول لك نعم انك ستجد كل هذا واكثر من هذا

ولكن سيكون هذا باختيارك انت

فاذا ضمنت لي ايها الانسان البقاء في هذه الدنيا

فسوف اقاتل وبقوة من اجل البقاء فيها والتمتع بنعيمها



وعودة لسؤالنا

من انت ؟

الذي يغير من صفات الله تعالي الذي خلقه بها فلا يكون انسان

الذي يبدل نعمة الحب والخير والسلام بنقمة الكراهية والشر والعداء فلا يكون انسان

الذي يملئ قلبه بالحقد والغل والكراهية فلا يكون انسان

الذي لا يعرف لماذا هو يعيش لا يكون انسان

فمن انت بالله عليك

هل انت كائن خرافي مخالف للطبيعة ؟

ام انك من جنس اخر غير جنسنا ؟

ام انك لاشئ ؟

نعم

انت لاشئ يذكر

فجبا لك ايها الانسان

تريد ان تملك الدنيا وهي تملكك

تريد ان تكون السيد لها وانت عبيد عندها



احبائي

اذا كان الخير هو سبيلك والحب في قلبك والسلام هو انشادك والاصلاح هو غايتك

فاعلم انك بشر وانك علي صواب

فلنمضي كلنا قدما باحثين عن حقيقة خلقنا

لنتأمل في حالنا اهو يعجبنا ام يبغضنا

لنبحث عن الحقيقة

حقيقة تغيير الكون ومن المتسبب فيها

لماذا انت اصبحت بهذا الحال ايها الانسان ؟

لا تقو ل لي انك بخير الاحوال

لا والله

لو كنت بخير الاحوال ماكانت هذه البلاءات من الله سبحانه وتعالي

فكن راضيا عن نفسك

وابحث لهدف لك في هذه الحياة تبتغ يمن اجله الوسائل

فاذا كان هدفك النساء والمال والبنين

فكلهم فانون

وما متاع الدنيا الا قليل

واذا كان هدفك ابتغاء وجه الله ورضاه

فيبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام

واخيرا



كن مالك للدنيا ولا تكن احدي ممتلكاتها

وكن في هذه الدنيا مجرد عابر سبيل

فانك فيها ضيف

وما علي الضيف الا الرحيل



وسلامات الله عليكم اهل الاسلام ورحمته وبركاته